الأهلي- قمة آسيا، شموخ المدرج، وإرث العشق

المؤلف: أحمد الشمراني09.10.2025
الأهلي- قمة آسيا، شموخ المدرج، وإرث العشق

عندما يتحدثون عن الأهلي، تختنق الكلمات في حناجرهم، لا يجدون فيها وصفاً بليغاً يعبر عن عظمته! تجابههم اللغة بالعصيان، حين يحاولون وضع الأهلي في قوالب كلامية لا تليق بمقامه الرفيع، فيلجأون مضطرين إلى سرقة ألقابه ونسبها لأنديتهم، لينتهوا متورطين في فخ نصٍّ أدبي يحاكم كل من تجرأ عليه وانتقص من قدره. "الملكي".. "النخبوي".. "الراقي".. "القلعة"، هذه الصفات العريقة هي حكر على الأهلي وحده، فمن يجرؤ على انتزاع لقب منها ليمنحه لناديه، فسوف ترتد عليه فعلته الشنيعة، ليصبح ضحية يسخر منها كل من يشاهد حماقته وتعديه. اليوم، قارة آسيا بأسرها تعرف بطلها المتوج، وتعرف جيداً من هو الفريق الذي حصد كل ألقابها في عام واحد، فمن يحاول التزوير والتضليل في هذا المقام، سوف يجلد بلا رحمة من جيل كامل يرفض الجهل والتجهيل. الأهلي الذي نراه اليوم متوجاً بتاجه الآسيوي اللامع، هو نتاج مدرج عظيم وشعب وفي، وليس كغيره ممن يتسولون الدعم والمساندة، أو يقدمون صورة مشوهة عن جماهيرهم وهي تنثر الدموع طلباً للمعونة والمساعدة. ‏لقد تأسس الأهلي على الشموخ والعزة، ولا يمكن أن ينحني أمام أي عاصفة مهما بلغت قوتها، فهو كالنخيل الشامخ، رأسه دائماً مرفوع نحو السماء، فماذا تريد أن تقول أمام هذا العلو والرفعة يا هذا المتطاول؟!. فاز الاتحاد في مباراته، وهنأناه من صميم القلب، ولكننا وجدنا بعضاً من إعلامه الموتور والمغرض، يتطاول على النخبة وسيدها، فضحكت متعجباً، وسألت صديقي الاتحادي: ماذا ترى؟ وماذا تسمع؟ فأجاب بسخرية لاذعة: «الله يخارجنا من هذا العبث»..! أخيراً، أقول وبكل ثقة: «لو يصير الذي يصير، فالكبير يبقى كبيراً»، فهذه ليست سوى ترجمة لمشاعر جياشة وولاء مطلق من مدرج يعتز بعشقه الأزلي الذي لم ينحنِ للعاصفة، ولذلك تجد تفاصيل فريدة لا تجدها إلا في تاريخنا وإرثنا الأهلاوي العريق. اليوم، تجد كافة الأعمار والأجيال حاضرة في مدرجات الأهلي، وعلى امتداد ربوع الوطن، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، عمق العلاقة الوطيدة والراسخة بين الأهلي وعشاقه الذين لا يلينون. هذا الإرث الثمين وهذا الشغف المتأجج هما اللذان وضعا الأهلي على قمة أكبر قارة في العالم، وتركا للآخرين فرصة ترديد مقولة: «اللعبوا وإلا سرينا» تعبيراً عن حسرتهم وعجزهم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة